ش

شربل بعيني شاعر، الطفل فيه حاضر دائماً لأنه أصدق، لأنه لا يعرف المداهنة أو اختلاق الأعذار والمبررات. ولأنه من طينة البراءة الأولى والحبّ الأول. أبيض أسود، هكذا كل شيء".
شوقي مسلماني
 البيرق، العدد 48
**
نعم، لقد عرفت شربلاً منذ وصولي إلى هذا البلد المتحضّر، أي منذ ستة عشر عاماً تقريباً. عرفته وقرأته، ومنذ اللقاء الأوّل تكشّفت إلماسة حياته بكل لمعانها وصفائها: طفل شبّ وكبر دون أن يتخلّى لحظة عن ملائكيّة الأطفال فيه، وثائر محرّض على كلّ متخثّر وبالٍ، دون أن يفقد الخيط الفاصل بين الثورة والفوضى.
شوقي مسلماني
يوبيل شربل بعيني الفضي، 1993
**
بعد قصيدته (لعنة اللـه علينا)، وبعد ندوة رابطة إحياء التراث العربي الأخيرة، تضاربت الأقوال في شعر شربل بعيني، وفي مصادره ومراميه. فقائل بيمنيّته وانهزاميّته، وقائل بيساريّته وثوريّته، وقائل بعدميّته وفوضويّته، وإلى ما شاكل.
من هذه الناحية، فإن غضبة شربل بعيني، ودعوته للكف عن الحرب والقتال، غضبة ودعوة إيجابيتان، فليس منّا من دعا إلى الحرب واحتكم للعنف، وليس منّا من ناصر شريعة الغاب، وليس منّا من لا يسعى لوقف هذه المجزرة، بعدما تفاقمت نيران الحرب، وتحوّلت في اتجاهاتها لتصير حرباً طائفيّة بامتياز..
شوقي مسلماني
 النهضة، 25 أيلول 1986
**
لسنا نقرظ شربلاً لو قدّمناه على شعراء المهجر عندنا، وهو الأحقّ بالتقديم، لأنه المرهف بأحاسيسه فعلاً، ولأنه الإنسان الذي يواكب مأساة شعبه فيبكي لأحزانه، ويثور ثورة كريم على جلاّديه، ويقول كلمته بأعلى صوته، فلا يخاف لائـماً، ولا يخاف فريسيّاً، ولا يخاف عسكراً، ولا يخاف إلاّ أن يقول بنو وطنه: كنّا نموت جوعاً وويلاً وظلماً، وكان شربل يغضّ طرفاً، وكان مساوماً، وكان صامتاً.
كلمة نقولها، وما تفي شاعر الغربة حقّه، ولكن حقّه علينا أن نقول في شعره ما يجب أن يقال لا ذماً ولا مديحاً، ولكن قولاً نقدّاً يصوّب بوصلته، ويوجّه سيره في الإتجاه الصحيح.
شوقي مسلماني
 ندوة رابطة إحياء التراث العربي حول شعر شربل بعيني، 1986
**
من جهتنا.. نهنىء انفسنا وكل ابناء الجالية العربية بالشاعر شربل بعيني، لأنه شاعر مرهف أولاً، ولأنه عربي ثانياً، ولأنه منفي مثلنا في بلاد الاغتراب ثالثاً.
يقولون عن شربل بعيني انه سليل طائفتين عريقتين في لبنان، وكل ابن طائفة يحب ان ينسبه الى طائفته، ولسان حال شربل يقول: أنا ابن كل طوائف لبنان، وأنا لا علاقة لي بكل طوائف لبنان.
أنا ابن كل الطوائف عندما يجتمعون في حب الوطن، وتقديس الانسان، والايمان بحريته الشخصية وبالديموقراطية، وعندما يكون شعارهم: الدين للـه والوطن للجميع.. لا فضل فيه لفرد على فرد إلا بمدى اخلاصه للوطن.
وأنا لا علاقة لي بكل الطوائف في لبنان، عندما يكونون طوائف وأمراء وعسكراً متذابحين.
شوقي مسلماني
 النهار ـ العدد 506 ـ 12/9/1986
**
إلى شربل بعيني..
إلى الإنسان الطيّب المجبول بالحب والشعر والحنان. أنت كتلة ممزوجة بدموع الأرز وتراب جبالنا المقدسة، حملتك الرياح إلى بلد الإغتراب لتكون في قلب كل مغترب.
شربل صعب 
أميركا
**