ك

لا شك أن الشاعر شربل بعيني، ولا سيّما بعد اشتراكه في المربد الشعري في العراق، قد أصبح معروفاً على نطاق العالـم العربي كلّه. ثـم ما أعرفه من مراسلات مع أدباء في الوطن العربي، هناك دراسات عديدة تعد عن شعر الشاعر شربل بعيني، وهذا مما يدعو إلى الفخر حقاُ، ففي هذا المغترب كفاءات أدبيّة نعتزّ بها ونفتخر.
كامل المر 
سيدني
**
..ولا أذيع سرّاً إذا قلت إن شربل بعيني انتهج نهجاً رحبانيّاً صرفاً في عرض مسرحيّته، وما الرجوع إلى مسرحيّات الأخوين رحباني سوى دليل على ذلك. فهي تحتوي كما "فصول من الحرب اللبنانية" على أغانٍ ودبكات واسكتشات فكاهيّة مضحكة، ولكنها موجهة معبرة تزخر بالمعاناة، وبالنقد البنّاء، بالإضافة إلى مشاهد وطنيّة عديدة.
كامل المر ـ صدى لبنان ـ العدد 555 ـ 21/7/1987
**
إذا كان للشاعر شربل بعيني مدرسته الخاصّة في الشعر العامي، فإننا نتوخّى أن تكون له مدرسته الخاصّة أيضاً في الشعر الفصيح. فهل نرى تباشير مثل هذه المدرسة في ديوان "كيف أينعت السنابل"؟
كامل المر
 صوت المغترب ـ العدد 906 ـ 9/10/1988
**
الشاعر شربل بعيني طاقة لا تهدأ. الصحف العربيّة الصادرة في أوستراليا تلاحقه لتقطف من ثـمار نتاجه غذاء خالصاً تقدّمه لقرائها. وكلّما تراكمت هذه المقطوعات نسّقها وصنّفها وأصدرها في مؤلّف ، بالفصحى أو بالعاميّة. آخر هذه المؤلفات وليس الأخير بالطبع، فشربل ما زال في أوج عطائه، كان ديوان أللـه ونقطة زيت.
في هذا الديوان، يتناول الشاعر بأسلوب شعره العامي المبتكر، الأساطير والأقاويل والخزعبلات التي تزخر بها الطقوس الدينية والمذهبيّة على اختلافها. هدفه في ذلك تحرير الانسان من المفاهيم التي ولّدتها تلك الأساطير الخزعبلات التي استعبدت الانسان، وعطّلت تفكيره، وأجازت له، على مدى العصور والازمان، أن يرتكب الجرائم باسمها، وفي سبيل الدفاع عنها.
وشربل، في ديوانه أللـه ونقطة زيت، كما في ديوانه كيف أينعت السنابل؟ أشد جرأة، وأكثر وضوحاً، وأعمق فكراً، وأكثر شمولاً.
يبدأ الديوان بثلاثة أسطر بخط يده تقول: "لقد سخّرت مالي في خدمة حرفي، وجنّدت حرفي في خدمة الانسانية، فساعدني يا رب كي أمتلك الحقيقة".
أرى البعيني قد عمل بنصيحة الريحاني، حيث أوصى الشاعر ـ كل شاعر ـ أن: "وفّر قرشك لطبع ديوانك". فقروش شربل توظّف لطبع دواوينه، وفي كثير من الأحيان لمساعدة الآخرين على نشر نتاجهم، وهذا في عرفي قمّة الأخلاق الأدبيّة، وإدراك واعٍ لمسؤوليّة الكلمة الواعية المسؤولة.
كامل المر
 كتاب مشوار مع شربل بعيني 1988
**
أما ما اتفق على تسميته بأدب أو شعر مناسبات، فهو مجرّد ألفاظ بغير روح، مجرّد مدح أو هجاء أو تزلّف أو حقد، ما أن يخرج من فـم الأديب أو الشاعر حتى يتلاشى مع موجات الأثير.
قدوم فيروز إلى أستراليا كان مناسبة معيّنة، لكن خيال الشاعر شربل بعيني جعل منها مناسبة وطنيّة للدعوة إلى وحدة لبنان الممزّق المشلّع، وأدرك أنه لـم يبق من وحدة هذا البلد سوى فيروز، فقال رائعته: فيروز كوني أمّنا.
وتأتي باسكال صقر.. وهذه مناسبة محدّدة أيضاً، لكن خيال الشاعر شربل بعيني جعل منها "وطناً واقفاً على المسرح". وأظنّ أن هذه العبارة ستذهب مضرب مثل يقال لكل فنّان أو فنّانة يعكسان آلام الوطن وعذابه، إن بالصوت أو بالقول، وقد اصطاد الأستاذ جوزاف بو ملحم بحسّه الصحفي المرهف هذا البيت وجعله عنوان تغطية تلك الأمسية.
تباركت مثل هذه المناسبات التي تعطينا مثل هذا الأدب، وليخرس النابحون الذين يتلطّون وراء عبارات "شعر المناسبات".
كامل المر
صدى لبنان، العدد 589، 29 آذار 1988
**
طويلة رحلة غربة الشاعر، والغربة تثير الشجون، وتحرّك العواطف، ترتفع بالمرء الى اعلى درجات السمو ثم تنحدر به لتعود فترتفع من جديد.. ولو شئنا عرض اللوحات الرائعة التي تضمنتها كلمات (الغربة الطويلة) لضاق بنا المجال.. لذلك نكتفي بهذا القدر تاركين للقارىء ان يتعرف عن كثب، إذا أراد، الى (غربة) الشاعر شربل بعيني.
كامل المر
الوفاق ـ العدد الثاني 1986
**
كيف اينعت السنابل؟، عنوان قصيدة ـ وكدت أقول ـ ملحمة، للشاعر شربل بعيني المعروف بشعره العامي الذي له فيه عدة دواوين، أكثر مما هو معروف بهذا اللون من الشعر.
إنها لموهبة حقاً ان يجيد شاعر ما صب شعوره المرهف بالعامية وبالفصحى على حد سواء، محملاً هذا الشعور النغم الموسيقي بتناسق في الألفاظ يبلغ حد الدقة، شاحناً اياه بمعاناة انسانية تخرجه من اطار الذات والوطن الى المدى الانساني الاشمل.
كامل المر
صوت المغترب، العدد 846، 15 آب 1985
**
شربل بعيني واحد من أكثر رادارات الأمّة حساسيّة، شاشته شعره، تسجّل أدق ذبذبات الحياة. ترسل التحذير حيث يجب التحذير، وترسم معالـم الغد المشرق لأمة أصابها الذبول بعد مجد زاهر اغتاله تجّار الطائفيّة وعبيد الدولار.
كامل المر
كتاب "مشوار مع شربل بعيني"1988
**
إننا في الرابطة القلميّة للنساء العربيّات في سيدني نرى أن من حق الشاعر شربل بعيني أن يفرح بيوبيل كلمته الفضّي، ولكن من يحقّ لها أن تفرح أكثر، هي الأم التي أنجبت وتعهدت ورافقت درب الشاعر في كل مسالكها الصعبة، فسهرت تهذّب كلمات ابنها الشاعر، وتسدي إليه النصح، وتسدد خطاه ليصل إلى ما وصل إليه، وحتّى يكون لكلمته وقع يدفع هذا العدد من مؤسسات الجالية لإقامة هذا الإحتفال التكريمي.
كارولين طاشمان
يوبيل شربل بعيني الفضي، 1993
**
العزيز شربل بعيني
أوّلا ، أتقدّم منك بأسمى عبارات الشّكر والإمتنان لما تبذله من جهد وسعي لخدمة الأدب والإبداع.
وآخر آثارك فينا - مجلّة ليلى الإلكترونية- لا أقول موقع ليلى لأنّ ما أنجزت خالد كالورق، وأكثر.
أحبّك أيّها الإنسان الرّائع، وأحبّ نصّك، وأستشعر مرح قلبك واتّساعه، ولو كان للغريب أن يكتّف غربته، لكتّفتها ببعض حضورك في قلبي.
طوبى لنا بك، أبا روحيّا وصديقا لا يخون، يسوق الجمر والدّفء والصّدق للخيام المنثورة في أتون الكون البارد.
شكرا يا غالي
شكرا أيّها الملك الأبيض
وحارس حدود لبنان من نزق لبنان..
أيّها الكاهن البديل، الذي يتربّع على عرش استراليا منذ عرفناه..
يا صاحب سور القيروان الشّرقي..
محبّتي الجبّارة
كمال العيادي
دروب
**
الكبير شربل بعيني
كعادتك، تنشر في الدّروب آثار خطاك،
لتترك للزّوار حريّة التّجوّل بين الفوانيس، والتّلاقى عند مداخل أبوب المحبّة السّبع..
تدلّ القوافل لإتّجاه النّجم البعيد،
وتعدّل مسار الضوء ليسقط حيث كان ينبغي له أن يسقط..
تفعل كلّ ذلك، وأنت تتوارى ما استطعت لنبل نراه ونستدل بنصّك ومواقفك على خطاه..
هيّ فرصة إذن، أن أحيّيك تحيّة من يعرفك
وأتمنّى لك ولعائلتك ولأرضك ولحلمك ولنصّك ولكلّ عزيز قريب منك، سنة كلّها خير وبركة وسلام وحبّ
سنة خاليّة من الكوارث الطّبيعيّة والبشريّة
سنة الرضى والبناء
سنة التّواصل والنصّ الباقي
سنة شربليّة بكل ما في الإسم من معنى يفيض ويضوع منك عليه، كونك حامله وكونك فيه.
عام سعيد و كلّ سنة وأنت متقدّم
ناجح
فاعل
سبّاق
عزيز.
كمال العيادي
 تونس ـ موقع دروب
**
عرف شربل السخاء منذ نعومة أظافره، فلقد كان وما زال سخيّاً مع جميع رفاقه، لدرجة أنه كان يطعمهم زاده في المدرسة، ويتطلّع إليهم وهم يأكلونه والبسمة تعلو شفتيه.
وأذكر، مرة، كيف أتاه أحد الأصدقاء طالباً مساعدته بكتابة أحد المواضيع الإنشائيّة، ونظراً لقلّة الوقت المحدد، اضطر شربل إلى إعطائه الموضوع الذي أعدّه لنفسه، فحاز الطالب على علامة متفوّقة، وحاز شربل على تأنيب المعلّم.
وقلائل هم الذين يعرفون مدى عشق شربل للنقد والنقّاد، شرط أن يكون نقدهم هادفاً وبنّاء، وينبع من إخلاص الناقد لمسيرة الأديب، ويساهم مساهمة فعّالة في نموّه وتطوره وإغناء أدبه.
كلارك بعيني
سلسلة شربل بعيني بأقلامهم
**
لن أعرّفكم على شربل بعيني، لأنني لا أعتقد أن أحداً ما في هذه الصالة لـم يقرأ لشربل، أو لـم يسمع بالألقاب المختلفة التي وصفوه بها، فمن سيف الأدب المهجري، إلى شاعر المهجر الأوّل، إلى شاعر الغربة الطويلة، وغيرها الكثير. ولكن باعتقادي أن اللقب الوحيد الذي يليق به هو لقب الشاعر المكافح، فالشاعر والشعر توأمان، ولقد أحب شربل الشعر فكتبه منذ حداثة سنّه، وبالمقابل أحبّ الشعر شربلاً، فأتى إليه في صغره، ولقّب يومئذ بالشاعر الصغير.
وبعد وصوله إلى أستراليا بأشهر فقط، بدأت مجلّة الدبّور اللبنانيّة بنقل انطباعات شربل عن هذه الديار، تحت عنوان (أستراليا الحوت ونحن النبي يونان)، ولـم يطل بي الوقت حتى وجدت نفسي لاحقاً به لأرى عن كثب كيف كان يعمل ليلاً ونهاراً، ويقسم وقته بين شاعر ملهم وبين عامل كادح يتلظّى على جمر الحياة.
شبّهته بالعديد من المكافحين الذين سبقوه، وقدّموا للبشريّة خدمات عديدة. شبّهته بأديسون الذي لولا كفاحه المتواصل لما كان هناك ضوء، ولما سطع نور. ولو لـم يكافح شربل لما صمد طويلاً أمام مشقّة أعماله في النهار، وأرق جفنيه أثناء الليل، عندما تدق الأشعار أبواب مخيّلته بأيدٍ أثقلتها هموم الناس والوطن، ولكانت تلك الأشعار قد يئست وعادت إلى فضاء كونها الواسع، أو غطست في بحر الضياع.
سيّداتي، سادتي..
لست هنا لأخبركم عن كفاح شاعرنا في غربته الطويلة، بل لأقدّمه إليكم شخصيّاً، علّه يبلّ قلبوكم، ويرطّب نفوسكم بأشعار طالما تشوّقتم لسماعها. فشكراً لكم جميعاً، وشكراً لشربل لتحمّله مشقّات السفر من أجل إحياء هذه الأمسية الشعريّة.
كلارك بعيني
 أمسية شربل بعيني الشعرية 1986
**
للمرة الثالثة نكتب عن شاعر الغربة شربل بعيني، وكم تطيب لنا الكتابة عنه، نظراً لما له عندنا من تقدير، ولما له لدى الجالية من رصيد شعبي كبير. فشعر شربل ينتمي الى هذا الشعب الذي كره الاحزاب والتيارات السياسية، والتزم بالوطن، بالارض وبالانسان.
كميل مسعود
صدى لبنان ـ العدد 598 ـ 1988
**