س

شربل بعيني يرفع رأس لبنان في أستراليا وفي كل مكان، وقد رفعه أمس بقصيدته العصماء في مربد بغداد أمام ألوف المستمعين المعجبين.
سليمان أبو زيد
لبنان 1987
**
اليوم، وبعد أربعة عشر قرناً، يأتي شربل البعيني، لا كناطق باسم قبيلة، كما كان يفعل الشاعر الجاهلي، بل كصوت منفرد ليرسم لوحة مرعبة عن الحرب القبليّة في لبنان، وليبعث بهيسة حيّة في أذهاننا: بهيسة التي لـم يكتب عنها الشعراء العرب قدماء أم محدثون، بالرغم من أنها كانت مفتاح السلام.
د. سمر العطّار
صوت المغترب ـ العدد 904 ـ 25/9/1986
**
عندما زارني شربل بعيني مؤخراً في بيتي ضحكت معه طويلاً. وأنا لـم أعد أعرف كيف أضحك منذ زمن بعيد، وفي سرّي تعجّبت منه، وأحببت براءته الطفوليّة. كان يثرثر بخفّة وطلاقة عن أولئك الذين أطلقوا الرصاص حوله في طرابلس، وعن أولئك الذين أرسلوا الخوري لأمه. كنت أرى أشباحهم السوداء وكأنهم خارجون من توّهم للجحيمن بينما كان هو يرى فيهم دمى ملوّنة من مسرح العرائس، أو خيالات مضحكة على شاشة كراكوز. وضحكت تلك الليلة لضحكه. لكنّ رؤيتنا للأشياء كانت تختلف اختلافاً جذرياً. كنت أنا أرى العالـم جحيماً لا يطاق، بينما كان هو يرى العالـم مكاناً مشرقاً يمكن أن يعيش فيه الأطفال.
عندما ودّعته وأغلقت الباب، أحسست بأن شربل قد منحني بصيصاً من أمل.
د. سمر العطّار
مقدّمة "كيف أينعت السنابل؟" 1987
**
الرجل في عالـم البعيني مجنون وقاتل (باستثناء خالد كحّول الجندي الذي رفض أن يسلّم رفقاءه المسيحيين للدوريّة المسلّحة، التي استوقفتهم وهم في طريقهم إلى مقرّ القيادة العسكريّة، وقال: نحن جنود لبنان، وليس بيننا مسلم أو مسيحي، فإذا أردتـم قتلهم فاقتلونا جميعاً). خالد كحّول هو صوت متفرّد كصوت الشاعر في مجانين. أما الرجال الآخرون الذين نلقاهم فهم (دياب الشعب)، كما يسمّيهم البعيني، ولقد صمّموا على أن يحرقوا كل شيء، وأن يقتلوا كل من يقف في طريقهم.
صرخة شربل البعيني لبهيسة بأن تنبعث من قبرها من جديد، لَتأكيد على أن المرأة هي أساس المجتمع في عرف الشاعر، وتعبير ضمني على رغبته الملّحة بأن يصبح النموذج الجاهلي نموذجاً معاصراً حقيقيّاً.
د. سمر العطار
ندوة عن مؤلفات شربل بعيني 1986
**
عزيزي الاستاذ شربل
تحية طيبة وبعد..
ما أن انتهيت من تصفّح مجانين، حتى أخذت القلـم لأهنّئك على هذا النتاج القيّم. فقد فتحت مأساة الوطن آفاقاً وتحسسات واسعة أمام المفكرين والادباء ليصوّروا انطباعاتهم وتوجيهاتهم. وإننا نحمد اللـه أن في لبنان من تفهّم جذور المشكلة وأبعادها، وهم اليوم جادّون في بناء مجتمع جديد خالٍ من أدران الماضي، فالأمل أن يوفّقوا في ذلك رحمة بالشهداء والأدباء.
قنصل لبنان العام سهيل فريجي
سيدني في 1/12/1976
**
الحب عهدو بينك وبيني
باقي عطر فوّاح بجنينه
يا شاعر الإبداع.. شو بكافيك
كبيره عليّي كتير هـ الدّينه؟
كل ما حملت معزوفتك رح قول:
يا ربّ خلّي شربل بعيني
سامي مظلوم
التلغراف، 13/12/1989
**
ولأن شعر الشاعر الأديب شربل بعيني ينمو ويتعافى في هذا الاتجاه التثقيفي الراقي، جئت في كلمتي هذه، كقارىء ومراقب لكتاباتك منذ حين، لأعبّر عن شعور وجداني نحو عينة طيبة، هي محطّة أدبيّة مهجريّة تبعث في روح جاليتنا صيحات الوعي لخلق جيل سيفتح عينيه على حقيقة، وفؤاده على حقّ جيل لا يحني لغير العلم رأساً، ولا يمد لغير المعرفة يداً. جيل يعرف أن بلاده كانت وستبقى المعلمة والهادية للإنسانية جمعاء.
بورك نتاجك.. وبوركت الشاعر والرجل المؤمن بالمعرفة والفضائل، المصارع في مغتربه سيدني أستراليا، والمساهم في صناعة تاريخ جالية عريقة، تساهم أيضاً بروح رسوليّة رياديّة في صناعة تاريخ أمّة مضيافة، فيها كل الفن، وكل العلـم، وكل الفلسفة. قيم هي المصباح الكبير الذي أضاء لنا طريق الحياة في غمرات الليل الطويل. إلى الأمام واسلم معافى لحقيقة وجودنا.
سامي المظلوم
صوت المغترب، العدد 892، 1986
**
أعتقد أن الشاعر شربل بعيني قيمة إنسانية، وطاقة إجتماعيّة جيّدة في مغتربنا. يصارع بوقفة عز هذا الشرّ المتربّص بنا، الحاقد علينا وعلى المثل العليا التي نتمسّك بها حتّى الشهادة..
فبحق دماء كل شهداء الحقيقة، شهداء الحياة الجديدة، شهداء القضيّة المقدّسة.. ومع صباحات شهر الفداء الذي كرّس نفسه شرطاً لانتصار شعبنا على كل المتآمرين عليه من الداخل والخارج.. وبحق كل هذه القيـم، إنني أرى هذا الشاعر يعمل بإخلاص، ويتأهّب ليكون من روّاد أدب الحياة في مغتربنا، ومن يعش ير.
أقول هذا، لأنني قرأت الكثير لشربل بعيني، فوجدته يكتب من أجل هدف وطني، وليس من أجل الكتابة فقط.
سامي مظلوم
صوت المغترب، العدد 942، 1987
**
شربل بعيني.. هذا الشاب تحتار في امره، فأنت هنا امام مجموعة من الطموحات مجسدة في شخص واحد.
ورغم انه يفضل عليها جميعها (شاعر المهجر) الا ان عطاءه يشع ويمتد الى ابعد من هذا بكثير، انه مثل النسيم ينطلق دون رابط، تشعر بالراحة وانت تستمع اليه، وبامكانه ان يتحدث اليك دون توقف فافكاره تسبق كلامه.
سليم زبال
البيرق العدد 161، 8 ايلول 1989
**
شربل الصغير، الذي كان يكتب الشعر على عيون مجدليّا، وخلف دير مار الياس، وتحت كينة الكنيسة، وأمام دكّانة خرستين.
شربل المراهق الذي نظم لعينيّ كل فتاة مجدلاويّة، وكلّهن جميلات، شعراً.
شربل الشاعر، الذي زيّن بيوتات مجدليّا بديوانيْ مراهقة و قصائد مبعثرة.
شربل الذي سار هذه الدرب الطويلة بين مجدليّا وسيدني، أصبح اليوم (شاعر المهجر الأول)، يوقظ الضمائر، يستلّ سيف الحقّ، ويشهره بوجه تجّار الوطن، يخطّ تيّاراً جديداً، ويخلق نهضة أدبيّة وفكريّة، ويصبح بذلك (سفيراً فوق العادة). فهو يحمل الوطن للمغتربين، ويحمل أستراليا، بلاد الإغتراب، إلى الوطن الأم لبنان.
كل المواعيد تحقّقت بك يا صديقي، وهنيئاً لمجدليّا يرفع إسم مجدها عالياً إبنها البار شربل سركيس بعيني.
لا أدري في النهاية، هل أقول: تبّاً للغربة التي سلبتنا الشاعر؟ أم: شكراً للغربة التي بلورت موهبتك الشعريّة، وجعلت منك (شاعر المهجر الأول)؟.
سوزان بعيني
مجدليا - لبنان
**
يا شاعر قريتي، يا شاعر لبنان..
سنة جديدة تتهيّأ لاستقبال الأيّام، وشبح الحرب يبتعد عن لبنان إلى غير رجعة، إن شاء اللـه.
على عتبة السنة 1992، هل تجوز لنا الأمنيات من جديد؟!
هل يعود إلينا الحلم؟!
هل يمكننا، بعد، الترجّي؟!
أمنيتي أن يعود السلام إلى وطني.
حلمي أن يعود أبناء وطني إلى وطني.
أمّا رجائي، فهو أن أرى وجهك من جديد يملأ شوارع قريتي، بعد أن شرّدتك الحرب في دروب الغربة.
أن أرى بيتك الصغير المهجور يفتح أبوابه للراحة والدفء، ويفتح نوافذه العتيقة، فيشع منها النور من جديد.
هل تحمل السنة الجديدة وعداً للأمنيات القديمة؟".
سوزان بعيني
مجدليا ـ لبنان
**
أما السر الذي ابوح به بدون مجاملات وهو مدى حبي واحترامي لشخص شربل بعيني ، والذي لم أبح به سوى عبر هذه السطور ، فهو ينبع من رجولة تمثلت بكلمات قليلة لكنها أعظم من العظيمة سكنت بقلبي حبا واحتراما لهذا الاخ الحبيب .... فعندما هوجمت غزة وحوصرت من العدو الصهيوني، وبعد الحصار وأنا أتفقد أيميلي وإذ بي أتفاجأ برساله دافئة ملأت قلبي احتراما وتقديرا ، كانت الرسالة الوحيدة التي وصلتني من رئيس تحرير صحيفة أكتب بها ، بالرغم من أنني أنشر بأكثر من مائة صحيفة ... رسالة تحمل بطياتها اصالة وخيرأً وحباً، تطمئن علي أحوالي وأخباري في ظل الهجمة العدوانية ، وموقعة بإسم، حقيقة لم أتوقع أن يكون هو بأي حال من الأحوال، موقعة باسم شربل بعيني ... فمتى إذن نعرف الرجال؟
الرجال ... الرجال هم من يكونون معك بقلوبهم ووجدانهم في الأزمات والحزن والضيق ... بلحظات يبرق بها المعدن الأصيل عن قيمته الحقيقية .. وليس كل ما يلمع ذهبا!
أأدركتم أيها المتساءلون لماذا أحترم واقدر وأحب هذا الرجل:الأخ شربل بعيني.
أما شربل بعيني فهو لا يحتاج مني الكتابة عنه ، لسبب بسيط جدا إنه إبن بلاد الأرز والخير لبنان الحب ... ممن امتزجت دماؤهم حبا للأرض ... وجبل إنتماؤهم بقوميتهم العربية .... فلك السلام ... ولك الاحترام والتقدير اينما كنت ... شربل بعيني.
سامي الأخرس 
غزة ـ فلسطين ـ معظم المواقع الالكترونية
**
أخي الشاعر الواقعي والثائر والناقد الجريء شربل بعيني..
استلمت هديّتكم الفكرية الصادرة عن عقل بنّاء، والمعصورة بمدماكيْ المنطق والفلسفة وغمزة التصوير الواقعي عن أحداث تربة الأجداد التي دوّخت العالـم بأسره، في كتابكم القيّم "مجانين". والمتفجّرة من نفسيّة أبيّة، ثائرة، صامدة، حزينة تبشّر بقطرات الحب والإخلاص للإنسانيّة التائهة البعيدة، في "إلهي جديد عليكم".
سمير حليم الأسمر 
مالبورن
**
من أبرز الشعراء في الأدب العربي الشاعر اللبناني الأصل شربل بعيني والذي أسهم بعدة مؤلفات شعرية ونثرية ومسرحيات باللغة العربية وأخرى باللغة الإنجليزية.
يقول شربل بعيني واصفاً الأديب الغريب:
تَغْفو.. وَفِي الْعَيْنَيْنِ طَيْرٌ أَزْرَقُ
بِرِياشِهِ الْمَلْساءِ بَدْرٌ مُشْرِقُ
يَخْتالُ في نَبَضاتِهِ فَرَحُ الدُّجَى
وَعَلَى مَسامِعِهِ الْمَدائِحُ تُهْرَقُ
بِجَمالِهِ، ما صاغَ رَبُّكَ طائِراً
وَبِحُبِّهِ بَوْحُ الزَّمانِ مُعَلَّقُ
هَذا الْغَريبُ الْمُستَنيرُ بِفِكْرِهِ
شِعْرٌ يُضَمِّخُهُ الشَّذا والزَّنْبَقُ
أَحْبابُهُ، عُدَّ الدَّقائِقَ وَاسْتَرِحْ
فَتَرَى الْمَطارِحَ بِالْغَريبِ تُحَدِّقُ
لا تَحْسَبَنَّ الْهَجْرَ يَرْفَعُ قَدْرَهُ
فالأَرْضُ وَقْعَ حُروفِهِ تَتَعَشَّقُ
قَبْلَ ارْتِحالٍ كَمْ تَمَنَّتْهُ الرُّبَى
مَطَراً.. وَحُلْماً أَخْضَراً يَتَفَتَّقُ...
الى أن قال:
يا ابْنَ العُروبَةِ لا تَسَلْ فَعُيونُهُمْ
تَزْدادُ سِحْراً عِنْدَما تَتَأَرَّقُ
فَاكْتُبْ، أَديبـي، لا تَخَفْ أُرْجوزَةً
سَئِمَ الْمَغيبُ سَماعَها والْمَشْرِقُ
أَنْشِدْ، أَعانَكَ خالِقي، في غُرْبَةٍ
فَلَعَلَّكَ الإنسانَ فيها تُعْتِقُ.
عندما ننظر إلى قصيدة الشاعر نلمس مدى إحساسه كأديب بنظرة العالم من حوله عندما يتغنى بشعره بعيداً عن أرضه لبنان، حتى مع مرور السنين التي قضاها الشاعر في بلد المهجر تجد أن القلب يحنّ إلى أراضيه مهما كانت وعورتها. ومع وجود الحياه الساحرة في البلدان الأخرى إلا أن الشاعر العربي يجد نفسه لا إرادياً يتغنى بجبال ضيعته أو جمال أوديتها ويستمر في غنائها وأشعاره حتى مع علمه بوجود أعين الفضوليين من حوله.
سعيد تركي الشهراني
جامعة ديكن ـ ملبورن
**
تضج الانترنت بالصفحات والكتابات والاحلام، ولكننا في قدموس قررنا ان تكون لنا صفحات وصفحات. ثم جاءت معضلة. عن ماذا نكتب؟ وماذا سيميزنا عن غيرنا؟ لمن الصفحات؟ لماذا سيعود القارئ الينا؟ والكثير من الاسئلة غيرها.
ونعترف اننا كنا مترددين وحائرين... حكي وقرايي وادب وصور وحكايات وآراء. لم يكن تخبطا ولكن كمن يتلمس طريقه بثبات ولكن بحذر. ثم نشرنا اول أبيات شعر، ثم جاء شربل بعيني.
وعرفنا ماذا سيميزنا عن الآخرين، لأن شربل كان مميزا، فهو لم يرسل لنا شعرا فقط، بل شعراً عن قدموس. وعرفنا أن بعد شربل، سيكون للشعر، مكانه المميز في قدموس، وسيكون لشربل بعيني مكانه المميز أيضا في قدموس.
وتتفاجأ فعلا بغزارة انتاجه، فتعرف انه صدر لشربل بعيني مراهقة، قصائد مبعثرة، مجانين، إلهي جديد عليكم، مشّي معي، رباعيّات وغيرها الكثير من المؤلفات، التي ترجم بعضها الى الانكليزية، بالاضافة الى مسرحيات واصدارات وكتب مدرسية. وتحار من اين تبدأ.
ولا يكتفِي شربل بذلك، فها هي أعماله في موقع ايلاف، ولائحة لكتبه في استراليا، ومناقشات لشعره هنا. يصول ويجول ويكتب ويعلق ويضع يده على الجرح.
شربل بعيني، شاعر قدموس المميز.
سامي عمّون 
موقع قدموس
**
الشاعر شربل بعيني، حامل شعلة الاغتراب والحرية ودحر الظلم، يقول في كتابه “قصائد مبعثرة عن لبنان والثورة” أنه نشر هذه القصائد في الصحف والمجلات اللبنانية 1965-1970.
لماذا اخترت ان ابدأ قراءة هذا الكتاب بالذات الذي اختارته اناملي من بين عدة كتب، الجواب لا أعرف. ولكن أعرف الآن بعد قراءتي له أن شربل كان ولا يزال اليوم وكأنه يكتب في اليوم الاول. ذات الالم، ذات الحلم، وذات “الثورة”.
سامي عمّون 
موقع قدموس
**
شعرك حلو
مجانين.. سمّيتو
عَ إسمهن هنّي
اللي دمّروا الجنّه
شعرك كتير كتير حبيتو
وبتحب تعرف ليش؟
رح خبرك.. من يوم ما قريتو
عرفتك بحبر الدمع خطيتو
مجانين.. ع إسمن
ع اسم هاك الجان
الما عندهن إيمان
قريتو عشيّه ونمنت
والصبح لمّن قمت
حسيت يا شربل.. معي
نام ع صدري ووعي
لبنان
سمعان زعيتر
سيدني 1985
**